تعجز الكلمات عن التعبير واي تعبير واي كلام يرتقي لما حققه اسود الرافدين في البطولة الاسيوية ، فهل هو مجرد انجاز تأريخي ... وهل هو قمة التألق وروعة في الاداء انه حتما كل شيء !!المنتخب العراقي الذي عزف اروع سمفونية في جاكارتا ظهر حتما هذه المرة بمستواه الحقيقي الذي طال انتظاره !نعم احبتي القراء .. هذا هو المستوى الحقيقي للمنتخب العراقي .
لاعبون من طراز كبير لا يمكننا تفضيل احدهم على الاخر فجميعهم كانوا ابطالا رائعون قدموا اداءا اذهل جميع متابعي الكرة في كل مكان وسيطروا سيطرة تامة على مجريات اللعب وكان يمكن للمنتخب العراقي ان يخرج فائزا باكثر من هدف !.
كثيرون كانوا ينظرون بعين الحذر اتجاه مشاركة المنتخب العراقي في بطولة اسيا فالإخفاق الخليجي ومن ثم التفريط بذهبية غرب اسيا وضعتا الكثير من علامات الاستفهام امام امكانية وقدرة الفريق العراقي في تحقيق مثل هذا الانجاز لاسيما وانه يلعب في بطولة اسيوية وبمشاركة منتخبات رفيعة المستوى لها الخبرة والاعداد ما يفوق المنتخب العراقي.فمنتخبات كوريا واليابان وايران مضافا لها الضيف الجديد استراليا الذي عاد (مسرعا) بخفي حنين الى دياره ليس من السهل اجتيازها !! ناهيك عن ان الفرق الاسيوية الاخرى المشاركة لم تكن اقل شأنا في المستوى فالفريق الفيتنامي اثبت علو كعبه في هذه البطولة وهي دلالة على ان حتى الفرق الاسيوية التي ظلت اسماء نكرة في القارة الصفراء بدأت تخطو خطوات جيدة نحو التطور فضلا عن الفرق العربية والمتمثلة بالمنتخب السعودي خاصة الذي تأهل الى النهائي لكنه وقف عاجزا عن مجاراة اسود الرافدين الذين قدموا مستوى فاق التصور بل استطيع القول قلبوا كل التوقعات والنظريات الخاصة بكرة القدم فحققوا انجازا رائعا وفريدا قل نظائره.ونحن نعيش افراح الانجاز المتحقق لمنتخبنا لا اريد العودة للحديث عن الاعداد ومستلزمات الاعداد او عن المعسكرات التجريبية التي توفرت لللاخرين بيد ان المنتخب العراقي جاء (لملوم) كما نقولها بالعامية . فهذا اللاعب يصل اليوم والاخر يلتحق بعد ثلاثة ايام وقصي منير (ينام) بالمطار ست او سبع ساعات بانتظار الموافقة على دخوله !! .. ولن اتحدث عن الظروف المحيطة بالوطن بشكل عام ودوري الكرة واسلوبه بشكل خاص نعم المنتخب العراقي يلعب بدون دوري حقيقي كالذي يقام في الدول الاخرى التي تراها مشغولة في صرف الملايين على هذا اللاعب او ذاك من اجل ضمه لا نديتها كي ترتقي بمستوى الدوري الذي حتما يساهم في تطوير مستوى منتخباتها اما نحن فلاعبونا افتقدوا لكل شيء يدخل ضمن نظريات الاعداد والمباريات التجريبية والمعسكرات الا انهم حملوا اغلى ما في القلوب الا وهو العراق العزيز فلعبوا بالغيرة العراقية فظهرت كل امكانياتهم وقدراتهم التي قادتهم لمنصة التتويج ابطالا لاسيا عن جدارة واستحقاق .لقد انستنا المشاعر والفرحة الكثير من الامور التي من الواجب الاشارة اليها في ضوء ما تحقق لمنتخبنا في هذه البطولة فالفوز بالبطولة الاسيوية كما هو معروف قادنا لان نكون ممثلين للقارة في بطولة العالم للقارات اي اننا سنواجه ابطال القارات الاخرى وفي مقدمتها ايطاليا بطلة كأس العالم وهو الامر الذي استحقه المنتخب العراقي دون غيره .فخطوط الفريق باتت شبه متكاملة وان المدرب توفرت له (مفاتيح) لعب كثيرة متمثلة بوفرة من اللاعبين الذين بالامكان الاعتماد عليهم واجراء التغييرات وفقا لمقتضيات وظرف كل مباراة يخوضها الفريق دون الاحساس بان اللاعب الاساس والافضل من اللاعب الاحتياط بل بالعكس فقد بات واضحا ان المستلزمات الفنية تقتضي احيانا في ابقاء اللاعب الاحتياطي حتى يحين الوقت المناسب لاشراكه ولنا في (احمد مناجد) او غيره اكثر من مثال بل وحتى برهان !!وقبل ان نختتم حديثنا الكروي الذي بات الشغل الشاغل للملايين من العراقيين النجباء الذين مازالو يعبرون عن فرحتهم الكبيرة بانجاز منتخبهم ابطال واسود الرافدين لابد من التذكير بان اللمسات التدريبية للمدرب البرازيلي فييرا كانت واضحة على اداء الفريق خلال البطولة سواء في تنقلاته او في تبادل مراكزه بل اصبح واضحا ان المنتخب بدا اكثر اتقانا للتكتيك في الاداء من مباراة لأخرى لان المنتخب العراقي كان يفتقر الى عامل الانسجام الذي توفره مشاركته بالبطولات وهو الامر الذي افتقده وسبق الاشارة اليه في اكثر من مناسبة بالوقت الذي اصبحت بطولة اسيا عاملا مساعدا لفييرا في الاستقرار على تشكيلة المنتخب الذي واجه صعوبة في تجميعه للتدريب بشكل متكامل في اي مشاركة او بطولة ماضية لقد سجل المدرب البرازيلي فييرا نجاحا اضافيا الى جانب لاعبينا الابطال ومن المفيد هنا التذكير مرة اخرى بان المنتخب العراقي لم يكن النادي الطائي كي يتأثر سجله التدريبي بنتائجه!! .. وهو امتداد لكلام ايفرستو الذي اشرنا اليه ايضا في مناسبة سابقة وحدثنا عنه نجمنا الاسبق باسل كوركيس حين تولى تدريب منتخبنا قبيل كأس العالم 1986 وقال في ضوء ما شهده من امكانيات وقدرات لاعبينا لو توليت تدريبكم بفترة مناسبة لحققت بكم مفاجأة في كأس العالم.واليوم يقف فييرا ليحقق مفاجأة في بطولة اسيا ويقلب كل موازين التوقعات لانه راهن على نور وباسم وقاسم وهوار ونشأت ويونس ومهدي وقصي والاخرين ولم يراهن على الفريق الطائي ! .. وسيراهن مرة اخرى لو توفرت الفرصة له في بطولة القارات التي نأمل ان تتوفر لمنتخبنا كل مستلزمات الاعداد المطلوبة كي يظهر بمستوى مشرف فيها كما ظهر في البطولة الاسيوية التي حقق انجازه التأريخي فيها